للوصول الى الدوادارية يتطلب التوجه الى طريق باب العتم، احد ابواب المسجد الاقصى الشمالية، وذلك بعبور باب الساهرة والسير في طريق القادسية باتجاه الجنوب حتى نهايتها، ومن الانعطاف شرقاً عند طريق المجاهدين، وعلى بعد بضعة امتار يتجه يمينا حيثباب العتم. هذا ويتعذر الدخول الى داخل الدوادارية كونها الان مقراً لطلبة من اصحاب الاحتياجات الخاصة، ومشاهدة تفاصيل زخارف الواجهة تحتاج أحيانا الى مصباح.

 

الموقع والاسم والمؤسس

تقع  الدوادارية مباشرة إلى الجنوب من المدرسة السلامية في طريق باب العتم المتفرع من طريق المجاهدين مجاورة للمسجد الاقصى من جهة الشمال. والدوادارية التي تعرف حسب كتابتها التأسيسة بدار الصالحين، استمدت اسمها الأصلي (الدوادارية) من مؤسسها الأمير علم الدين أبو موسى الدوادار. والدوادار هي إحدى الوظائف الهامة في عصر المماليك التي يتولاها الأمراء الكبار، وقد وليها الأمير علم الدين سنجر كما ولي عدة مهمات ومناصب هامة جدا خلال سيرته الحافلة بالنشاط الادراي والعسكري والعلمي وعرف عن علم الدين عطفه على الصوفية ورعايته للعلم والعلماء حتى شبّه بيته بمسجد.

 

تفاصيل الوقف ودوافعه

يفهم من الكتابة التي تعلو المدخل، معلومات هامة عن سبب إنشاء الخانقاة ومصادرها المالية. فتنص الكتابة على أن الخانقاة قد أسست ابتغاء لوجه الله لإيواء ثلاثين نفرا من الصوفية من العرب والعجم، منهم عشرون عازبا وعشرة متزوجين، وان يتم ضيافة من يرد إليها من طائفة الصوفية لمدة عشرة أيام. واشترط أيضا أن يتم تدريس الحديث الشريف والقرآن الكريم والمذهب الشافعي فيها. 

ولضمان استمرارية هذه الخانقاة في دورها ولتامين المصاريف الجارية لها، فقد زودها المنشئ بأوقاف سخية، منها قرية بيرنبالا شمال القدس، وقرية حجلة بالقرب من أريحا وعدة عقارات متناثرة في القدس ونابلس وبيسان.

 

خصائص الخانقاة معماريا

تتميز الدوادارية بأصالة تصميمها وروعة فنها المعماري، فمدخلها الوحيد الذي فتح في الواجهة الغربية هو بحق تحفة معمارية فريدة في عمارة القدس، لكن يوجد أمثلة مشابهة له في عمارة دمشق. وقد بني من المداميك الحمراء الرمادية اللون (الأبلق) حتى مستوى بداية القبو الذي يغطي المدخل المتراجع. ويعلو فتحة المدخل عتب حجري يليه مباشرة عقد تخفيف مؤلف من صنج  معشقة.  ويعلو العقد شريط الكتابة المذكور أعلاه، ثم يشاهد ثلاث صفوف من المقرنصات الحجرية الجميلة التشكيل. ويتقدم صفوف مقرنصات طاقية المدخل باتجاه الشارع، عقدان ثلاثيان فتحاتهم مدببة يتقدمهما عقد مدبب  مشكل من صنج معشقة ملونة. ويؤدي المدخل مباشرة إلى ساحة مكشوفة مستطيلة الشكل، مبلطة بالبلاط الحجري الكبير الحجم، والساحة محاطة من الشمال والجنوب بخلاوي صغيرة الحجم كانت مكان سكن المتصوفة، في حين إن الجهة الجنوبية محاطة بقاعة كبيرة مستطيلة التخطيط مكونة من ثلاثة أقسام، استخدمت لتدريس الحديث والقرآن وكمكان لاجتماع الصوفية الذين كانوا مقيمين في هذه الخانقاة.الخانقاة الدوادارية