تقوم الزاوية القرمية في مركز البلدة القديمة في الجهة الشرقية من طريق القرمي المتفرع من طريق عقبة الخالدية، وللوصول اليها، يجب العودة الى طريق الواد والسير فيها حتى مدخل سوق القطانين الغربي ومن ثم الانعطاف يمينا وصعود طريق عقبة الخالدية حتى نهايتها والتوجه الى طريق القرمي.

 

شيخ الزاوية

الزاوية القرمية زاوية متواضعة من حيث النسيج المعماري، وتنسب القرمية إلى الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد التركماني القرمي، أحد شيوخ الصوفية المشهورين. وقد ولد الشيخ القرمي في سنة 720/1321، ونشأ في دمشق، لكنه ارتحل للقدس للمجاورة والإقامة فيها، نظرا لمكانتها الدينية في الإسلام، حيث ذاعت شهرته فيها كصوفي مرموق. 

 

المؤسس

كعادة الأمراء والحكام والموسرين في العصرين المملوكي والعثماني في العطف على الصوفية ورعاية مؤسساتهم، فقد حظيت القرمية برعاية الأمير ناصر الدين محمد الجيلي، الذي تطوع ببناء هذه الزاوية وأوقف عليها ثلث ماله ضمن أوقاف أخرى خصصت للشيخ القرمي وذريته. والأمير ناصر الدين كان من غزة، لكنه اختار الإقامة في القدس حيث التحق بفرقة الشيخ القرمي الصوفية واصبح من مريديه واتباعه.  وتوفي الشيخ القرمي في القدس في 788/1386 ودفن في زاويته، وتولى الزاوية بعده، ولده الشيخ زين الدين عبد القادر، وكان صوفيا مشهورا كأبيه، وحينما توفي في سنة 843/1439-40 دفن أيضا في الزاوية بجوار أبيه. 

 

نسيج الزاوية المعماري

يغلب على نسيج الزاوية المعماري بساطة التكوين وقلة الزخرفة مما يتناسب وسلوك الصوفية الحقة.  والواجهة الشرقية هي الواجهة الوحيدة المكشوفة، وهي على ارتفاع مستوى طابقين. القسم السفلي فتح فيه مدخل الزاوية الذي يحف به من كل جانب مسطبة حجرية صغيرة، وحجارة عضادات المدخل حمراء ورمادية، ويعلوه عتب، فوقه مباشرة صف من الحجارة البسيطة المعشقة لكن أوسطها (المفتاح) أكثرها رونقا وجمالا، ويعلو هذا الصف شباك صغير مربع. ويكتنف هذا المدخل عقد مدبب يحيط به إطار من الزخرفة القالبية التي تمتد فوق العقد مباشرة وتستمر أيضا على جانبي المدخل. والى الشمال من المدخل بني شباكان مستطيلا الشكل يفتحان على غرفة الضريح وزودا بحماية من مصبعات معدنية مملوكية الطراز.   

 

تخطيط الزاوية

يتألف تخطيط الزاوية من وحدتين معماريتين: الأولى عبارة عن قاعة مستطيلة طويلة مكونة من ثلاث بلاطات معقودة بثلاثة أقبية متقاطعة تستند على الجدران في كلا جانبي القاعة.  ويوجد محراب بسيط في الجدار الجنوبي لهذه القاعة التي تشكل بيت الصلاة للزاوية ، وفي الجدار الشمالي للبلاطة الغربية يقوم باب يفضي إلى غرفة دفن مربعة معقودة بقبو متقاطع تكون الوحدة الثانية من وحدتي الزاوية. واسفل هذه الغرفة يوجد رفات الشيخ القرمي وذريته التي دفنت معه في هذه الزاوية.