(تحتاج الى رسم دخول، أوقات الزيارة: الساعة 8 صباحا – الساعة 5 بعد الظهر)

 

مكانة القلعة

القلعة من أبرز معالم القدس وتقع في الجدار الغربي لسور المدينة، بالقرب من باب الخليل من الجهة الجنوبية. وتمثل القلعة نموذجا للعمارة العسكرية الإسلامية. وقد بنيت في موقع إستراتيجي للدفاع عن مدخل المدينة الغربي. وكان لوجود تحصينات قديمة في هذا الموقع سببا مباشرا في تحديد مكان إنشاء القلعة. ومبنى القلعة - كما يظهر اليوم - يعود إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون حيث أمر بإعادة بنائها عام 710/1310، وذلك حسب نقش تأسيسي فوق المدخل الرئيسي كان قد سجله الباحث السويسري الشهير ماكس فان برشام عام 1894 ولكنه اختفى منذ ذلك الحين. وقد ذكر المؤرخ القلقشندي أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون أمر بتجديد القلعة عام 716/1316. وكانت القلعة تشكل مركزا عسكريا تتمركز فيه حامية المدينة بقيادة نائب القلعة ومقرا للإدارة المملوكية في المدينة. هذا واستنتج عالم الآثار البريطاني جونز، الذي أجرى حفريات أثرية في الموقع خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، أن السور الخارجي للقلعة بما في ذلك الأبراج تشكل مجتمعة وحدة معمارية ذات أسلوب واحد يعود إلى العصر المملوكي المبكر. ويمكن مشاهدة هذا الأسلوب في العديد من القلاع المملوكية المعاصرة خاصة في الأردن مثل قلعة الكرك والشوبك. غير أن المبنى يحتوي على أجزاء مبكرة من العصور الهلينستية والرومانية والإسلامية الأولى وأجزاء أخرى متأخرة منذ العصر العثماني.

 

 

تخطيط القلعة

للقلعة تخطيط عبارة عن مستطيل غير متجانس مكون من أسوار عالية وخمسة أبراج عالية، ويحيط به تحصينات خارجية وخندق. يتم الدخول إلى القلعة من البوابة الخارجية الشرقية التي أضيفت بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني عام 939/1532، وهي تؤدي عبر جسر خشبي فوق الخندق الخارجي إلى تحصينات دفاعية ومن ثم عبر جسر حجري فوق خندق داخلي إلى البوابة الرئيسية الداخلية. ويعلو مدخل هذه البوابة حشوة حجرية من المرجح أنها كانت تحتوي على النقش التأسيسي المفقود. والمدخل ينعطف إلى اليمين ثم إلى اليسار حيث يؤدي إلى غرفة ذات تخطيط مثمن وتعلوها قبة فيها طاقة مقببة للتهوية. من هذه الغرفة يتم تسلق سلم حجري إلى سطح البرج الشمالي الشرقي الملقب ب- «برج داود» والذي يرجح تاريخه إلى زمن هيرودس (القرن الأول ق.م.). ومن أعلى البرج هناك منظر جميل للمدينة القديمة، ولا سيما الحرم الشريف الذي تتوسطه قبة الصخرة.

 

تطور القلعة

في الحفريات الأثرية داخل صحن القلعة عثر على مقطع لسور وبرجين مربعين ضخمين يعودان إلى الفترة مابين القرن الثاني والأول ق.م.، وبرج دائري ومقطع سور يبدو أنه يعود إلى أول قلعة أقيمت هنا في العصر الأموي. وقد حولت قاعة الطابق العلوي للبرج الجنوبي الغربي إلى جامع في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 938/31-1532، حيث يحتوي على محراب ومنبر جميلين. وفي الحائط الشرقي لقاعة الجامع هناك نقشان تأسيسيان ليسا في مكانهما الأصلي: الأول يتحدث عن إنشاء برج في القلعة من قبل الملك الأيوبي المعظم عيسى عام 610/1213-1214، والثاني يورد إنشاء مسجد من قبل السلطان الناصر محمد بن قلاوون حين أمر بإعادة بناء القلعة عام 710/1310. وأضيفت مئذنة الجامع عام 1065/1655.

 

 

يتيح خارج  باب الخليل مشاهدة جميلة لاحد الوديان المحيطة بالبلدة القديمة ونقصد به الوادي الغربي أي وادي الربابة، مع مشاهدة قطاع كبير من مدينة القدس الغربية، لكن مشاهدة الجدار الغربي لسور القدس مع جبل النبي داود في الخلفية منظر يستحق المشاهدة والمتابعة. لاكمال مسار السور يستلتزم ترك باب الخليل من الخارج باتجاه الشمال  والسير مع الطريق عبر المشاة التي توازي الطريق المعبد، الى ان يصل المرء الى الزاوية الشمالية الغربية لسور القدس حيث مباني مدرسة الفرير وما يعرف ببرج تنكرد من فترة الفرنجة، وبالانعطاف شرقا لعدة امتار حيث الطريق، يصل الى باب الجديد اخر محطات مسار سور القدس. 

القلعة