يمكن الوصول اليه عن طريق الواد وذلك بالانعطاف غربا عند مفرق طريق باب الناظر المؤدي للمسجد الاقصى المبارك، او عن طريق خان الزيت، وذلك بالانعطاف شرقا عند مفرق طريق عقبة التكية،  وبعد الانعطاف يجب السير لعشرات الامتار للوصول الى  واجهة هذا القصر الذي لا تخطئه العين، لان به ثلاثة مداخل كبيرة جميلة.

 

الموقع والاسماء المتعددة

يقع القصر في وسط الجهة الجنوبية من طريق عقبة التكية، وموقع هذا القصر هام حيث يشرف على المسجد الاقصى ويطل على ابرز مبانيه كقبة الصخرة المشرفة. وعرف القصر بعدة اسماء منها دار الست، وعمارة الست، والدار الكبرى، والعمارة العظيمة، واليوم يطلق عليه مع مبنى خاصكي سلطان اسم دار الايتام الاسلامية.

 

مكونات القصر

يتألف القصر من طابقين ارضي وأول، وبينهما طابق ميزانين، والاول يتكون من قاعة استقبال كبيرة تتكون من دورقاعة (قاعة مركزية) وإيوانين، ويحيط بهذه القاعة من الجنوب والشرق والغرب مجموعة من الغرف، ويضم القصر اكثر من خمس وعشرين غرفة، وبه ثلاثة مداخل تذكارية، وعدة أدراج. وفي العهد العثماني ضُم القصر إلى مجمع العمارة العامرة (خاصكي سلطان). وحينما قام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بتأسيس دار الأيتام ومصانعها، فقد خصص الطابق الأرضي من القصر لورشة النجارة، ولا يزال حتى تاريخه يضم هذه الورشة، في حين استخدم الطابق الأول مكان نوم وإيواء للطلاب الأيتام.

 

المدخل الغربي

واجهة القصر هي من اجمل واكبر واجهات عمائر بيت المقدس، فلا نجد لها منافسا في عمائر القدس، فقد فتح فيها ثلاثة مداخل فخمة: غربي وأوسط وشرقي. وفي المدخل الغربي تركيز على استخدام الحجارة الملونة والتي تعرف باسم الأبلق (الأحمر والرمادي). ويدور شريط كتابي  حول صدر حنية المدخل محيطا بالإطار الزخرفي للنافذة، ومضمون هذا الشريط الذي حفر بخط النسخ  المملوكي البارز، بسملة يليها اقتباس قراني للآيات 46-55 من سورة الحجر نصه:

 

«بسم الله الرحمن الرحيم ادخلوها بسلام آمنين (46) ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (47) لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين (48) نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (49) وان عذابي هو العذاب الأليم (50) ونبئهم عن ضيف إبراهيم (51) ]إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكـم وجلون (52) قالوا لا توجل[ آنا نبشرك بغلام عليم (53) قال أبشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون (54) قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين (55)».

 

المدخل الاوسط

والمدخل الأوسط، مع انه أقصر وابسط المداخل الثلاثة، إلا انه أكثرها اتساعا(2.22م)، متوج بعقد خماسي. وقد روعي في تصميم الباب بان يتيح دخولا يسيرا، خاصة انه الباب الموصل للقاعة الرئيسة (الإسطبل)، لذا فقد اختفت المساطب الجانبية، ويؤدي المدخل الأوسط لقصر الست طنشق، إلى قاعة رئيسة، تستخدم اليوم ورشة للنجارة ويبدو ان وظيفتها الأصلية كانت إسطبلا.

 

المدخل الشرقي

والمدخل الشرقي، هو أفخم واجمل الأبواب الثلاثة التي فتحت في الواجهة الشمالية لقصر الست طنشق. والمدخل بني بالأبلق من حجارة حمراء وبيضاء مالت قليلا للاصفرار، وفوق عتب الباب الأحمر(الكرميدي) مدماك حجري من صنج معشقة بشرفات موضوعة بتبادل معكوس بأسلوب الأبلق واصل هذا التعشيق مكون من حجارة بيضاء جيرية لُبّست بحجارة سوداء تحولت بفضل العوامل الجوية إلى رمادية.

 

المؤسس

صاحبة هذا القصر السيدة طنشق بنت عبد الله المظفرية،  و«طنشق»، تعني باللغة التركية الثمين أو الرائع، وهي سيدة كريمة عطوفة ثرية، احبت القدس واقامت بها وأهدت المدينة تحفة معمارية نادرة. ويبدو ان طنشق كانت زوجة  لأحد الأمراء ممن لقب بالمظفر، فنسبت إليه، وهذا يعنى انها كانت تنتمي إلى أسرة المظفريين التي حكمت في فارس وكرمان وكردستان(713-795/1313-1393)، ويبدو أنها التجأت إلى القدس اثر نكبة ألمت بالأسرة الحاكمة على يد تيمورلنك في 789/1387. وثراء طنشق يظهر من سعة قصرها وزخارفه، ومن مقدار الوقف الذي بلغ ما يقرب من 100000 درهم انفق لشراء ثلث قرية بيت صفافا في القدس.