الأقصى القديم (باب النبي)

الأقصى القديم (باب النبي)

الأقصى القديم (باب النبي)

يتوصل لما يعرف بالاقصى القديم، بعد الخروج من المصلى المرواني والسير باتجاه الجامع الاقصى، وقبيل الوصول الى وسط الرواق المتقدم للجامع الاقصى، يشاهد درج حجري نازل،  يوصل الى باب يتوصل منه للاقصى القديم. وينطبق على زيارة هذا الموقع ما ينطبق على زيارة المصلى المرواني.

 

ماهية الاقصى القديم

يقصد بالأقصى القديم تلك المنطقة التي تمتد باستطالة من الشمال إلى الجنوب والتي تقع على اسفل الرواق الأوسط للجامع الأقصى، أي ان الأقصى القديم يشغل مساحة تحت الجامع الأقصى، فمستواه ينخفض بعدة درجات يبلغ عددها 18 درجة عن مستوى أرضية ومدخل الجامع الأقصى. وهذا الانحدار يستمر في الأقصى القديم كلما تقدم الزائر نحو الجنوب، حيث خط المنسوب الصخري ينحدر نحو الجنوب، لذا فان الأقصى القديم ينخفض بعد المدخل مرتين، مرة بعد اجتياز المدخل مباشرة، والثانية عند نهاية الممر أو الرواق الشرقي للأقصى القديم، حيث يتوجب الاتجاه إلى الغرب قليلا، ومن ثم النزول بعدة درجات كبيرة عددها ثمانية. وهذا الانخفاض من طبيعة المكان، وتخطيطه وعناصره المعمارية، يوضحان ماهية هذا الموقع، فهو باب مكون من ممرين طويلين يؤديان إلى داخل المسجد الأقصى، وهذا الباب يعرف بباب النبي في الكتابات العربية، وبالباب المزدوج في الكتابات الغربية.

 

تخطيط المنطقة

واستند سقف الممرين أو المجازين، المعقودين بقبو نصف برميلي لكنه ضحل على سلسلة من ثلاثة صفوف من العقود نصف الدائرية التي تمتد من الجنوب للشمال، وحجارة هذا العقود كبيرة ومصقولة، وقد سدت فتحات العقود على الأغلب للتقوية والدعم.  وعند فتحة الباب توجد أعتاب ضخمة، وأعمدة عظيمة، والمنطقة التي تلى الباب عبارة عن دركاة زين وزخرف سقفها بقباب أربع ضحلة. ويشاهد في هذا القسم مجموعة من الأعمدة الجرانيتية الضخمة ويوجد دعامة خرسانية حديثة لتقوية ودعم السقف.

 

المؤسس

وبخصوص المؤسس والباني لهذا الباب «الأقصى القديم»،  فقد جعله ناصر خسرو من بناء سليمان بن داود -عليهما السلام-، لأنه حسب رأيه لا يصدق العقل كيف استطاعت قوة البشر نقل حجارته واستخدامها، فهذا فوق قوة البشر، ومن هم فوق البشر فهم الجان، ومن سخر الله  له الجان فهو سليمان عليه السلام.

لكن يظهر ان اصل هذا الباب روماني التأسيس، وهذا ما رجحه مجير الدين حينما تحدث عن الزاوية الختنية بان بناءها قديم من بناء الروم، وهناك مختصين يرجعونه إلى فترة هيردوس (37- 4 ق. م.)، ويبدو ان هذا الباب قد هدم في حملة تيطس سنة 70 م.، وأهمل لاحقا وبقي كذلك إلى ان نهض عبد الملك بن مروان، بإعادة الاهتمام بالمسجد الأقصى المبارك فتم إعادة بنائه لكن مع استخدام ما توفر من المواد السابقة ومن العناصر المعمارية والزخرفية شريطة ان لا تتعارض مع أصول العقيدة الإسلامية.

الأقصى القديم (باب النبي)
التعليقات..