سبيل الخالدي

سبيل الخالدي

سبيل الخالدي
سبيل الخالدي

يقع السبيل في الجانب الشمالي لطريق باب السلسلة (خط داود) مباشرة عند بداية طريق درج العين الموصلة بين طريق الواد وطريق باب السلسلة، والوصول اليه سهل يتطلب فقط السير عشرات الامتار في طريق باب السلسلة حتى الوصول الى اول مفرق على اليمين وهو مفرق درج العين.

 

واقف السبيل وعائلته

واقف هذا السبيل هو فخر العلماء والمدرسين، محمد صنع الله الخالدي، ابن خليل الخالدي. واسم العائلة «الخالدي» والقاب الواقف والقاب والده التي وردت في الوقفية توحي بوضوح الى ان محمد صنع الله الخالدي كان من اعلام مدينة القدس في ذلك العهد. فجذور عائلة الخالدي، وكما سجل في الوقفية، تعود الى تاريخ عريق وتنسب الى السنوات المبكرة في الاسلام الى الصحابي الجليل خالد بن الوليد. وكان للعائلة الخالدية وافرادها دور رائد وطليعي في تاريخ القدس وفلسطين، فقد تبوأ كثير من ابنائها مناصب رفيعة في العهد العثماني وخاصة في اواخره.

وفيما يتعلق بدوافع البناء ومن يشرب من السبيل ذكر في الوقفية: «انشأ الواقف وقفه هذا وجعله سبيلا لوضع الماء به ويشرب منه السادة والوارد والبادي والحاضر وسائر الانام خالصا لوجه الله تعالى نيلا للثواب الجزيل».

 

أسماء السبيل وتخطيطه

يعرف السبيل باسم سبيل درج العين، او سبيل خط داود، وتخطيط السبيل بسيط يتكون من غرفة واحدة يعلوها قبو برميلي، واصلها كان حانوتا، حول ليصبح غرفة تسبيل. وكان يتوصل الى داخلها، كما هو الحال الآن، عبر باب فتح في جدارها الغربي مقابلا للواجهة الشرقية للتربة الجالقية (707/1307). ويتقدم هذه الغرفة من جهة الجنوب حنية فتح فيها شباك مزدوج يتقدمه حوض ماء، كان يتزود المارة منه بالماء. ولقد توقف السبيل عن العمل في زمن غير محدد، واصبحت الغرفة مخزنا تستعمل من قبل عائلة الخالدي.

 

كادر السبيل وبساطته

حرص الواقف على تعين سقاء ليقوم بتامين الماء  يوميا الى سبيله مقابل اجر محدد، وعليه فالماء كان يصب في الحوض حسب الحاجة، ومن ثم يغرف منه بالطاسات ليصل الماء الى جوف الظامئ من العطاشى. وتعكس هذه المنشأة المائية، البساطة بل الرتابة والركود التي تميزت بها عمارة القدس العثمانية منذ نهاية القرن السادس عشر واستمرت الى سنة 1831، ذلك انه بعد حكم محمد علي باشا في القدس وفلسطين، وعودة الحكم العثماني الى البلاد فقد توقف البناء بالطرق والاساليب التقليدية وتم تبني اساليب اوروبية حديثة تختلف اختلافا بينا عن ما كان سائدا في مدرسة العمارة المملوكية والعثمانية.

 

تشابه مع سبيل الشوربجي

ونظرا لان هذا السبيل قد انشأ من قبل احد مواطني القدس الميسورين، مثله في ذلك مثل سبيل الشوربجي، فان صفات معمارية وتخطيطة مشتركة جمعت بين السبيلين، علاوة على ان كلاً منهما كان في الاصل حانوتاً حول الى سبيل. وينتمي هذا السبيل الى طراز الاسبلة التي تتكون من غرفة واحدة  فتح فيها شباك مزدوج.

سبيل الخالدي
التعليقات..