الرقص الشعبي - الدبكة

الرقص الشعبي - الدبكة

 

سمي الرقص الشعبي الجماعي في فلسطين بالدبكة.وبالكاد يمكن ايجاد شاب او شابة في فلسطين لم يتعلم الدبكة ولا يمارسها في المناسبات خاصة الأعراس. واليوم أصبحت الدبكة جزءا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية، حيث يشعر الفلسطيني بأنه مهدد بهويته لذلك تظاهر بمكوناتها ومنها الدبكة، كما ارتبطت الدبكة باللباس التقليدي للجنسين. كانت الدبكة بالأساس تعبيرا عن الاحتفالات السعيدة، خاصة في الأعراس والمناسبات، لكنها كانت تمارس في أوقات الفراغ والحصاد وجني الزيتون والمواسم وعلى البيدر وفي ساحة القرية او المدينة، والآن ترقص في كل الأوقات والاحتفالات الرسمية والشعبية والمهرجانات وعلى المسارح، خاصة بعد أن أنشأت عشرات من فرق الدبكة والرقص الشعبي المختلفة في أنحاء فلسطين، كما تقدم هذه الفرق عروضها في خارج الوطن، بحيث أصبحت الدبكة الفلسطينية معروفة على المستوى العالمي.

 

الدبكة الفلسطينية هي جزء من تراث رقص شعبي منتشر بأشكال مختلفة من تركيا حتى شمال الجزيرة العربية وتضم كل بلاد الشام والعراق عدا عن تركيا، واشتركت فيها الشعوب العربية وغير العربية (التركية والكردية مثلا). وتختلف أنواع الدبكات بالحركات والتشكيلات والسرعات، كما تختلف بالموسيقى المرافقة. وترافق الدبكة أدوات النفخ بالأساس وهي المجوز والأرغول والشبابة، وقد ترافقها الطبلة (الدربكة).أشهر دبكات فلسطين هي الدلعونا، حيث يبدأ المغني  المرافق للدبكة بها" "على دلعونا وعلى دلعونا  هوا الشمال غير اللونا"، وقد يغني "يا ظريف الطول"، ولكل أغنية او موسيقى (بدون غناء) حركات مختلفة.في الدبكة ينتظم صف من الراقصين (الدبيكة) بأشكال مختلفة مستقيمة او قوسية او نصف حلقية، من الجنسين جنبا إلى جنب او متقابلين، يمسك كل منه بيد الذي على يساره وبيد الذي على يمينه، وقد تمتد السواعد فوق الأكتاف، وقد يكون عدد الراقصين خمسة وقد يصل إلى خمسين، ينتظرون حركة الاشارة او الأمر من القائد (اللويح). والدبكة تعتمد بالأساس على ضرب الأرض بشدة وبشكل جماعي ومتناغم يصاحبه قفز خفيف منتظم بوتيرة دقيقة ومحددة من قبل الموسيقى المرافقة.

 

وللدبكة اصطلاحات فنية متنوعة، كما لها حركات مختلفة وتسميات، منها: الطيارة، والعادية (دلعونا)، والشعراوية، والشمالية، وواحد ونصف، وزريف الطول، والدرازي، والعسكر ...الخ ولكل مسمى منها حركاته الخاصة، وقد تكون بعض الدبكات معروفة في منطقة وغير معروفة في منطقة أخرى.خلال العقود الثلاثة الأخيرة جرى تطوير الرقص الشعبي في فلسطين من قبل فرق محترفة او شبه محترفة، بحيث أدخلت عليها حركات تعبيرية معاصرة، كما أصبحت ترقص على أنغام ليست تقليدية، أما الدبكة التقليدية فمازالت هي السائدة في كافة الأوساط.