الرباط المنصوري

الرباط المنصوري

الرباط المنصوري

زيارة المحطة التالية في هذا المسار تقتضى مغادرة القادرية عبر طريق برقوق للوصول الى طريق الواد، والسير فيها حتى مفرق باب الناظر وعقبة التكية ومن ثم الانعطاف يسارا والسير حتى قبيل مدخل باب الناظر المؤدي للمسجد الاقصى. ذلك ان الرباط يقع  في  الجهة الجنوبية من طريق باب الناظر مقابلاً لرباط علاء الدين البصير. وزيارة مرفقات الرباط ممكنة خاصة القاعة الرئيسة والمدخل، وذلك بعد تجاذب اطراف الحديث مع سكانه الودودين جدا.

 

المؤسس

هذا الرباط هو منشأة سلطانية اقامها السلطان المنصور قلاوون لإيواء حجاج القدس وفقرائها. وقلاوون هو من سلاطين المماليك المشهورين ممن ارسوا دعائم الدولة المملوكية في مصر والشام، فقد تولى الحكم (678-689/1279-1290) بعد زميله السلطان بيبرس. ولقلاوون نشاط معماري كبير تركز في القاهرة، لكن كان للمدن التي لها مكانة دينية كالقدس والخليل نصيب من هذا النشاط المعماري، فقد انشأ رباطا وبيمارستان في الخليل ضمن أعمال أخرى.

 

وقف سخي

حيث إن هذا المبنى قد أسس من قبل أعلى شخصية في الدولة المملوكية، فقد خصص له ريع سلسلة طويلة من العقارات الواقعة في أنحاء مختلفة في فلسطين، مما مكنه من الاستمرار في وظيفته طيلة الفترة المملوكية وحتى قبيل نهاية العصر العثماني. وفي أواخر العصر العثماني أقام في هذا الرباط طائفة من المسلمين السودان الذين قدموا للإقامة في القدس من دول متعددة في إفريقيا، ولا زالوا مقيمين في هذا الرباط، ولاحقا استخدام الرباط  كسجن وهذا يفسر سبب تسميته باسم حبس الرباط.

 

واجهة الرباط

للرباط واجهة معمارية تطل على طريق باب الناظر وهي مكونة من قسمين: علوي يعود في تاريخه إلى العصر العثماني، وسفلي أصيل يرجع في تاريخه إلى الفترة المملوكية. ولا يزال بالإمكان مشاهدة بعض من جمال هذه الواجهة المتمثل في نسق الشبابيك ولون حجارتها (الأبلق)، والعقد المدبب الكبير الذي يتقدم المدخل، والإطار الزخرفي الذي يشكل فاصلا بين قسمي الواجهة، وعقد الفارس ودقة زخرفة صنجه.

 

تخطيط الرباط

ويعكس مخطط الرباط الداخلي وظيفته الأصلية. ويضم الرباط ثلاث وحدات معمارية أساسية هي:

1) مدخل تذكاري مستطيل المسقط تنخفض أرضيته، المفروشة بالبلاط الحجري الكبير، قليلا عن مستوى أرضية الطريق، وعلى جانبيه الشرقي والغربي توجد مسطبة حجرية كبيرة، وسقفه قبو متقاطع، وفي جداره الجنوبي تقوم اللوحة الكتابية المذكورة أعلاه

2) قاعة كبيرة مستطيلة تقع إلى الشرق من المدخل السابق، ويتوصل إليها بواسطة ممر يلي المدخل مباشرة.  وهذه القاعة الرئيسة تقسم إلى قسمين بواسطة صف من أربعة أعمدة، تحمل عقودا مدببة، تستند على الأعمدة من جهة، وعلى الجدران الجانبية لهذه القاعة من جهة أخرى. ومما لا شك فيه أن هذه القاعة قد استضافت العديد من الحجاج الذين وفدوا للقدس من أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وحاليا أعيد تأهيلها لتستخدم للنشاطات الثقافية وهي قاعة متعددة الأغراض.

3) ساحة عظيمة مكشوفة، تقع إلى الغرب من مدخل الرباط، وهي محاطة بمجموعة من الغرف والخلوات المختلفة الأحجام، إحداها فيه قبر. ونزل في هذه الغرف والخلوات خلال عدة قرون أعداد كبيرة من المجاورين والفقراء من القدس ومن أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي وشكلت منزلهم المتواضع، ومما يلفت النظر أن هذه الغرف المتناثرة حول ساحة الرباط، لا تزال تشكل بيوتا للعديد من أحفاد ونسل بعض الجاليات التي اختارت الإقامة في المدينة المقدسة، ونظرا للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر فيها سكان المدينة، فقد امتلأت الساحة بإضافات حديثة شوهت الساحة وذهبت برونقها.

الرباط المنصوري
التعليقات..