مسجد وكنيسة الُعزير

مسجد وكنيسة الُعزير

مسجد وكنيسة الُعزير

بعد مشاهدة قمم وتلال برية القدس من على بعد، ولاكمال المسار، يتوجب الوصول الى المحطة  التالية وهي مسجد العزير وكنيسة العيزرية، ولمن يستخدم المواصلات العامة، عليه ان يرجع الى محطة باب العمود واستخدام باص العيزرية، ومن لديه وسيلة مواصلات، يعود الى طريق القدس اريحا عبر نفق واد الجوز وتتبع اشارات طريق رقم 417 الموصلة الى مستوطنة معالية ادوميم  ومن ثم  الوصول الى قلب العيزرية. ويمكن زيارة المسجد في ساعات النهار في غير اوقات صلاة الظهر والعصر. وزيارة المغارة تستلزم دفع رسم بسيط للقيم على الموقع يبلغ مقداره حوالي دولار واحد.

 

الموقع

يقع مسجد العزيز في وسط بلدة العيزرية، التي تتربع على السفح الشرقي لجبل الزيتون، على الطريق الذي كان يوصل من القدس إلى أريحا منذ العصر الروماني وحتى احكام جدار الفصل العنصري. وكانت العيزرية في العصر الروماني وفي العصور الوسطى، المحطة الأخيرة قبل الدخول إلى مدينة القدس. 

 

العيزرية والاناجيل

وهكذا كانت البلدة بالنسبة للسيد المسيح عليه السلام، حينما كان يزور القدس قادما من الجليل.  ففي العيزرية، في بيت ماريا ومارثا وأخيهم العُزير كان المسيح يجد الترحاب والتعاطف. وفيها، حسب شهادة الإنجيل، نفذ إحدى معجزاته بإحياء العُزير من قبره بعد موته. وتشير الروايات التاريخية والدلائل المعمارية إلى انه تم إنشاء كنيستين (الأولى تهدمت بفعل الزلازل في سنة 390 والثانية بنيت في القرن السادس) ودير للراهبات البندكتيات في العصر البيزنطي في هذا الموقع. وتم على الأغلب إعادة استخدام وترميم أجزاء من هذه المباني في فترة الفرنجة. 

 

تأسيس مسجد  لذكرى احياء العزيز

لكن بعد طرد الفرنجة على يد صلاح الدين بعد معركة حطين في عام 583/1187 يبدو أن هذه العمائر قد أصابها الخراب والإهمال، وبما أن المسلمين يؤمنون بالمسيح كرسول من عند الله، وبمعجزة إماتت وإحياء العُزير كما وردت في القرآن الكريم، لذا فقد اهتموا بالموقع بان انشأوا على جزء منه مسجدا باسم العُزير، وكان طبيعيا أن يستفيدوا من البقايا المعمارية التي كانت متواجدة في الموقع.  فاصبح الموقع يضم مسجدا وكنيسة ومغارة.

 

مكونات المسجد

وباب المسجد  المتواضع الخارجي يوصل إلى مجموعة من الدرجات التي توصل إلى ساحة المسجد المكشوفة. وأرضية هذه الساحة تنخفض كثيرا عن مستوى أرضية الطريق، وهي مستطيلة الشكل محاطة بالجدران الحجرية التي تعود في تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة كما يظهر من أسلوب الدقاقة والأحجام والأشكال، وبني في جدارها الجنوبي محراب حجري حديث مجوف بسيط التكوين. ويدخل لبيت الصلاة عبر باب مستطيل تعلوه كتابة عثمانية، وتخطيط بيت الصلاة مستطيل الشكل، أرضيته مفروشة بالسجاد، وسقفه قبو برميلي تسنده دعامة حجرية ضخمة تلي المدخل مباشرة. وفي القسم الشرقي من بيت الصلاة يوجد ضريح مستطيل الشكل على نمط القبور والأضرحة العثمانية، ينسب إلى النبي العُزير، وفي الجدار الجنوبي يوجد محراب مغشى ببلاطات القاشاني العثمانية الطابع ذات الطرز والزخارف المنوعة. وفي النهاية الغربية لبيت الصلاة يوجد كوة مستطيلة مغلقة حاليا، لكن سابقا كانت تفضي إلى قبر اليعازر، والذي يتوصل إليه اليوم من الطريق الرئيسي مباشرة إلى الغرب من مدخل المسجد. 

 

زيارة الكنيسة والمغارة

ويمكن زيارة موقع الكنيسة ومشاهدة البقايا المعمارية من الفترة البيزنطية والفرنجية وزيارة بقايا معصرة تقليدية لزيت الزيتون توضح كيفية عصر الزيت قبل استخدام الفرّزات الحديثة مع عناصر زخرفية ومعمارية مرتبة في صحن ومرفقات الكنيسة. وفي حالة الرغبة في زيارة المغارة يجب الحرص الشديد على عدم الانزلاق لان الدرجات زلقة وناعمة والطريق معتم وضيق وبحاجة الى انارة تتوفر احيانا عن طريق استخدام الشموع. 

مسجد وكنيسة الُعزير
التعليقات..