مسارات وجولات
مسار الاسراء والمعراج
ربطت معجزة الاسراء والمعراج مكة بالقدس بعلاقة ثنائية قدسية أبدية، وحولت القدس الى باب للسماء، وجعلت للمدينة مكانة مميزة بالإسلام، وبالاعتماد عليها أنشأت أهم عمائر المسلمين في العالم.
ماهية المسار ومحطاته
يختص هذا المسار بجزء حساس بمنطقة المسجد الاقصى المبارك، ويركز على الاماكن التي ارتبطت بمعجزة الاسراء والمعراج، ضمن مواقع أخرى هامة وذلك لما لهذه المعجزة من اهمية قصوى في العقيدة الاسلامية، وفي حياة وبعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفي التطور المعماري للمسجد الاقصى المبارك الذي باركه الله وخصه بالذكر في القرآن الكريم. وهذا المسار سهل ممتع، ويتسم بالروحانية، ويحتاج الى عدة ساعات اذا ما اريد التأمل والتفكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم، ومن اهم متطلباته الصبر والهدوء والخشوع واللباس المحتشم. وطبعا يمكن التصرف في محطات هذا المسار، وترك النفس على عواهلها وزيارة اماكن اخرى في منطقة المسجد الاقصى او حولها، وكغيره من المسارات، فان المقترحات والمحطات هنا للاسترشاد وللزائر حرية التبديل والتغيير والتقديم والتأخير.
يبدأ المسار من وسط قبة الصخرة المشرفة حيث يؤمن المسلمون بان الصخرة هي البقعة التي صعد الرسول محمد عليه السلام منها الى السموات العلى، وينتهي عند مطلة في اول حارة الشرف تشرف على حائط البراق الشريف (الحائط الغربي).
ويتكون هذا المسار من المحطات والمواقع التالية:
1- قبة الصخرة المشرفة
2- قبة السلسلة
3- البائكة الشرقية
4- المصلى المرواني
5- الاقصى القديم
6- الجامع الاقصى المبارك
7- المتحف الاسلامي
8- المدرسة الاشرفية
9- حائط البراق
مقدمة
موقع وحدود المسجد الاقصى
يقع المسجد الاقصى المبارك في القسم الجنوبي الشرقي من البلدة القديمة حيث يقوم على هضبة مرتفعة. ويتكون المسجد من مساحة غير منتظمة الأضلاع قريبة من الشكل المستطيل. ويحد هذه المنطقة من الجهة الشرقية جدار يمتد لمسافة 462 م. يشكل سورا للمسجد ولمدينة القدس في نفس الوقت، وهذا ينطبق على الجدار الجنوبي الذي يمتد لحوالي 281 م. أما الحد الشمالي الذي يمتد 310 م.، والحد الغربي الذي يبلغ امتداده 491 م.، فهما يتشكلان من مجموعة من العمائر والمدارس التي بنيت في العصر الأيوبي والمملوكي، وقد أضيف فوقهما طبقات معمارية في الفترات اللاحقة خاصة خلال الفترة العثمانية. وتبلغ مساحة هذه المنطقة ما يقرب من 144 دونما وهي تشكل سبع مساحة البلدة القديمة لمدينة القدس.
مسميات المسجد الاقصى
تعرف هذه المنطقة بعدة أسماء أهمها المسجد الأقصى المبارك، وهذه التسمية وردت في القرآن الكريم في سورة الإسراء، الآية 1. ومع أن الكثيرين يفضلون هذه التسمية، إلا أن تسمية الحرم الشريف ذاعت واكتسبت شهرة كبيرة ولعل مرد ذلك إلى الرغبة في تجنب اللبس والخلط الذي يحدث عند الكثيرين بين الجامع الأقصى المغطى، حيث يخطب إمام الجمعة، والقائم في وسط القسم الجنوبي من المسجد، وبين المسجد الأقصى والذي يقصد به كل المنطقة المسورة والتي تضم قبة الصخرة والجامع الأقصى والعديد من المباني الأخرى. وهذا الخلط يوجد في المصادر التاريخية، ولا زال مستمرا عند العامة وبعض الدارسين في العصر الحالي، وأحيانا يمتد هذا الخلط ليطلق اسم الحرم الشريف او المسجد الاقصى وتوضع صورة قبة الصخرة، أو صورة الجامع الأقصى. ويرى البعض ان استخدام اسم الحرم القدسي او الحرم القدسي الشريف او الحرم الابراهيمي في الخليل، غير مقبول شرعا، حيث ان لفظة حرم اطلقت على المسجدين المكي والنبوي فقط، حيث ان لهما احكاما خاصة في الشريعة الاسلامية لم تكن للاقصى او للمسجد الابراهيمي.
الاهتمام المبكر بالاقصى ودوافع ذلك
منذ اللحظات الاولى للفتح العربي الاسلامي بذلت الجهود لتعمير منطقة المسجد الاقصى المبارك، كونها أولا مقدسة للمسلمين، باركها القرآن الكريم، وثانيا كون مدينة القدس قد تم فتحها صلحا بعهدة كفلت لاهل الذمة من النصارى حماية مساكنهم وممتلكاتهم، لذا فاغلب مناطق المدينة كانت مأهولة، وهذه المنطقة وما حولها كانت مهملة، ومجمعا للأتربة والقاذورات، مما رشحها لتكون مركز الاهتمام والتطوير عبر العصور الإسلامية المتعددة. لذلك فان تطوير وتأهيل منطقة المسجد الاقصى عبر الفترات التاريخية منذ الفتح الإسلامي للقدس وحتى يومنا هذا قد وقع على عاتق الأسر العربية والدول الإسلامية التي حكمت في فلسطين طيلة الأربعة عشر قرنا الماضية، وبدءاً من الفتح الإسلامي وحتى اليوم كانت رعاية الأقصى ملكية، سلطانية، وحاليا يرعي الاردن شعبا وحكومة وملكا المقدسات في المسجد الاقصى المبارك وفي مدينة القدس.
قداسة الاقصى فوق الاعتبارات الاخرى
رغم ان المسجد الأقصى بمكوناته الحالية يعتبر متحفاً معمارياً وموقعا تاريخيا، إلا ان الزائر يجب ان لا ينسى ان المسجد الاقصى في الأصل مكان مقدس للمسلمين قبل كل اعتبار فهو ليس موقعا عاما للتنزه، كما تراه أجهزة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعتبر ان المقدس هو أماكن العبادة فقط والمحصورة في مبنى قبة الصخرة المشرفة وداخل الجامع الأقصى وأما بقية أركان المسجد الأقصى بما تحويه من ساحات ومساجد وقباب ومدارس وأسبلة فحسب وجهة النظر الإسرائيلية هي أماكن لا تسرى عليها القداسة وهي بذلك حدائق وأماكن مفتوحة للتنزه.
ويجمع المهتمون والدارسون، على انه لم يصلنا من منطقة المسجد الاقصى المبارك، أي بقايا واضحة المعالم وذات قيمة، خاصة منذ هدم المدينة على يد تيطس في سنة 70 م. وحتى قدوم العرب والمسلمين وذلك لكثرة ما تعرضت له المدينة من تدمير واحلال لحضارات متعاقبة، وجل ما كتب لا يعدو عن كونه نظريات تفتقر الى الشواهد الواضحة المبنية على الواقع؟ لذا فان العرب المسلمين حينما قدموا للقدس(15هـ./638 م.) وتسلموها سلما بموجب اتفاقية (العهدة العمرية) عقدها عمر بن الخطاب الذي تولى الخلافة في السنوات13-23هـ./634-644 م. مع البطريرك صفرونيوس (Sophronius)، لم يقوموا بهدم أو إزالة أي مبنى كان قائما في منطقة المسجد الاقصى.
مستويات المسجد الاقصى
منطقة المسجد الاقصى كما توجد اليوم تتكون من ثلاثة مستويات: الأول، الأرضي وهذا يضم كلاً من مبنى بابي الرحمة والتوبة (الباب الذهبي)، والمصلى المرواني، والأقصى القديم، ومسجد البراق .
المستوى الثاني هو المتوسط ويقصد به مستوى الجامع الاقصى وهذا يضم الجامع الأقصى والمتحف الإسلامي والأروقة الجانبية في الجدار الغربي والشمالي مع مجموعة من الأبواب والعمائر المتنوعة كالأسبلة والمساطب والمآذن والقباب
المستوى الثالث الأعلى وهو مستوى قبة الصخرة أو كما يدعى سطح الصخرة، وهذا يتوصل إليه عبر مجموعة من البوائك (المراقي) وتقوم فيه مجموعة جميلة من القباب والخلاوي علاوة على منبر برهان الدين الرخامي ومسطبة الكرك ومجموعة من الآبار.
وسيبدأ المسار من المستوى الأعلى الثالث ويتدرج في مواقع الزيارة. 1