مسارات وجولات
مسار الزوايا والخوانق الصوفية
بالإضافة الى ظاهرة الرهبنة المسيحية بأشكالها المختلفة، انتشرت في القدس مختلف الفرق الصوفية الاسلامية، وبنيت العشرات من مراكز التصوف. كما انتشرت في القدس المدراس الاسلامية، وزاد عددها بشكل بارز خلال الفترة المملوكية، حتى تحولت البلدة القديمة الى معهد علم واحد.
ماهية المسار ومحطاته
موضوع هذا المسار هو المؤسسات الصوفية في القدس، ومع ان الصوفية قد اضمحلت في القدس، الا ان مؤسساتها، قد بقيت قائمة لتدل على ما كان للتصوف من مكانة في مجتمع القدس. يبدأ المسار من خارج اسوار البلدة القديمة عند محطة باصات باب العمود، وينتهي في قلب البلدة القديمة في حارة النصارى، ويستغرق المسار من ساعتين ونصف الى ثلاث ساعات ونصف، ومتطلباته الخاصة بسيطة، حيث انه يحتاج الى مصباح للانارة لاضاءة بعض الاماكن المظلمة نسبيا، لكن ان لم يتوفر ذلك فلا بأس. سيشمل المسار نماذج من مؤسسات الصوفية الثلاثة وهي الزاوية والخانقاة والرباط.
محطات المسار:
1- الزاوية الادهمية
2- الخانقاة الدوادارية
3- الزاوية القادرية
4- الرباط المنصوري
5- الزاوية القرمية
6- الخانقاة الصلاحية
مقدمة
تعاريف
الزاوية لغة هي الركن، وهي من الفعل زوى أي جمع، وقد اطلق لفظ الزاوية على مأوى الصوفية ومكان تجمعهم. وانتشرت زوايا العلم بالمساجد الكبيرة، لكن ما لبثت ان استقلت. واما الخانقاة فهي لفظة فارسية معناها بيت، وقصد منها في البداية مكان انقطاع الصوفية للعبادة والذكر. والخانقاة في وثائق الاوقاف المملوكية تعني مسجد وبيت للصوفية، وقد يلحق بها مدرسة ومساكن للطلبة الذين هم انفسهم الصوفية. واضافة الى الخانقاة والزاوية، فقد عرفت بعض مباني الصوفية باسم الرباط، وهو من المرابطة أي ملازمة الثغور والحدود. وهناك خلط عند جملة من المؤرخين بين الخانقاة والزاوية والرباط، فالمقريزي مثلا يقول عنها جميعا انها بيوت للصوفية. لكن اذا كان الرباط داخل المدن وليس على الثغور، فانه يدل على مبنى مخصص للفقراء واحيانا للنساء الأرامل أو المطلقات، لكن مع مرور الوقت اصبح هناك تماثل الى حد ما في سكان الرباط والزاوية والخانقاة.
الفرق بين المؤسسات الصوفية
ايا كان الاسم الذي اطلق على مبنى الصوفية، فانه لا يوجد فرق كبير في التخطيط المعماري او النظام الاداري والمالي بين هذه المباني. لكن تميز الرباط باحتوائه على مجموعة من الفقراء اضافة الى الصوفية وقد اطلق عليهم لفظة مجاورين، وان الخوانق في الاغلب كانت اكبر حجما من الزاويا، واوقافها اوسع واكثر ريعا، وعليه فان التزامات القائمين عليها وفيها، في الدرس والذكر والتعبد اكثر توصيفا. ومعماريا الخانقاة او الزاوية او الرباط هي وحدة معمارية ينقطع فيها سكانها للعبادة والتعبد والذكر حسب شروط محددة يضعها الواقف ويشرف عليهم متولى يدير شؤونهم الحياتية والتعبدية.
وطبيعى ان يكون لكل مؤسسة او عصر او منشئ ظروف خاصة به تنعكس على تفاصيل المؤسسة الصوفية، من حيث الامكانات المادية والتخطيط المعماري بما يحويه من تفاصيل زخرفية وفنية. ومع امكانية وجود هذه الفوارق الذاتية، فان المؤسسة الصوفية سواء كانت تسمى زاوية او خانقاة أو رباط أو مسمى اخر، يجب ان تشمل من ناحية معمارية على:
مجموعة من الغرف الصغيرة توفر جواً من الوحدة والتفرد للصوفي تعرف باسم الخلاوي او الحجرات قاعة كبيرة لاجتماع الصوفية معا للقيام بالذكر والسماع والاوراد والجلسات الصوفية غالبا ما كان يتوفر مسجد صغير للصلوات والدعاء والدرس والوعظ ومطبخ متواضع ومرافق وغالبا ما يلحق بالمبنى مئذنة لما لها من دلالة اسلامية واهمية في ايصال نشاط الزاوية للمجاورين وهي بمثابة الاداة الاعلامية للطريقة الصوفية ساحة مفتوحة، قد يكون جزء منها حديقة صغيرة مزروعة بالاشجار والورود بئر لتجميع المياه
ماهية التصوف
المقصود بالتصوف العكوف على العبادة، والانقطاع الى الله تعالى، والابتعاد عن زخرف الدنيا، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاهٍ. والصوفية بهذا المعنى والمضمون بدات مبكرة في الاسلام، فهذا في الواقع مسلك الرسول محمد عليه السلام ومسلك كثيرمن الصحابة. ونظرا لمكانة القدس الدينية في الاسلام، فقد شدت اليها مجموعة كبيرة من الزهاد والعباد والمتصوفة المنقطعين للعبادة. ولقد اورد مجير الدين العليمي مؤرخ القدس المشهور قائمة طويلة باسماء الزهاد والعباد الذين نزلوا بالقدس واقاموا بها بعد الفتح الاسلامي.
مراحل التصوف في الاسلام
مرت الصوفية في الاسلام بمراحل وادوار، ففي بداياتها كانت المساجد والبيوت الشخصية مقر الصوفية ومريدهم، ثم لاحقا تطور الامر بانبثاق صوفية عامة مشتركة استلزمت وجود مؤسسة (مقر) ذات نظام محدد، وبدأت ملامح هذا التطور بالنسبة للقدس في العصر الايوبي، وتوسع وتتطور وتنوع هذا النمط من المؤسسات في العصر المملوكي والعثماني.
تنوع وتعدد الطرق الصوفية
تنوعت وتعددت الطرق الصوفية في الاسلام وقد انعكس هذا التنوع على حياة ونشاط التصوف في القدس بحيث مثلت اغلب الطرق الصوفية في القدس خاصة في العصر المملوكي والعثماني، ومن هذه الطرق نذكر اشهرها وهي: الطريقة الرفاعية للشيخ احمد بن علي الرفاعي، والطريقة القادرية لعبد القادر الجيلاني، والطريقة المولوية لمولانا جلال الدين الرومي، الطريقة البسطامية نسبة الى ابي يزيد طيفور البسطامين والطريقة النقشبندية ومؤسسها بهاء الدين البخاري، والطريقة الشاذلية اليشرطية ومؤسسها علي نور الدين اليشرطي، وهناك طرق اخرى كالعلاوية، والتيجانية، والوفائية،والقلندرية، واليونسية.
اهمية نظام الوقف
وكفل نظام الوقف الاسلامي، بما يشمله من شروط وتكاليف، يجب ذكرها في الوقفية، ارساء لائحة من البنود المرجعية تشكل نواة مصغرة لايرادات ونفقات ورواتب وواجبات وصلاحيات المنتسبين لهذه المؤسسة، وحددت علاقتهم مع السلطة القضائية والتنفيذية.